كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال: لم يكن الناس يكتبون إلا باسمك اللهم حتى نزلت {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}.
وأخرج أبو داود في مراسيله عن أبي مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب باسمك اللهم فلما نزلت {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، وقيصر، والنجاشي «أما بعد: فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون» فلما أتى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فقرأه قال: إن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان بن داود بسم الله الرحمن الرحيم.
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري} قال: جمعت رءوس مملكتها، فشاورتهم في أمرها، فاجتمع رأيهم ورأيها على أن يغزوه. فسارت حتى إذا كانت قريبة قالت: أرسل إليه بهدية فإن قبلها فهو ملك أقاتله، وإن ردها تابعته فهو نبي. فلما دنت رسلها من سليمان علم خبرهم، فأمر الشياطين فهيئوا له ألف قصر من ذهب وفضة. فلما رأت رسلها قصور ذهب قالوا: ما يصنع هذا بهديتنا، وقصوره ذهب وفضة! فلما دخلوا بهديتها قال: أتهدونني بمال، ثم قال سليمان {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} فقال كاتب سليمان: ارفع بصرك؛ فرفع بصره. فلما رجع إليه طرفه إذا هو بسريرها {قال نكروا لها عرشها} فنزع عنه فصوصه ومرافقه وما كان عليه من شيء فقيل لها {أهكذا عرشك قالت كأنه هو} وأمر الشياطين: فجعلوا لها صرحًا من قوارير ممردًا، وجعل فيها تماثيل السمك فقيل لها {ادخلي الصرح} {وكشفت عن ساقيها} فإذا فيها الشعر. فعند ذلك أمر بصنعة النورة فقيل لها {إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله: {أفتوني في أمري} تقول: أشيروا علي برأيكم {ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون} تريد: حتى تشيروا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيول، تحت يدي كل قيول مائة ألف مقاتل، وهم الذين قالوا {نحن أولو قوة وأولوا بأس شديد}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: ذكر لنا أنه كان أول مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلًا. كل رجل منهم على عشرة آلاف من الرجال.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها} قال: إذا أخذوها عنوة أخربوها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله: {وجعلوا أعزة أهلها أذلة} قال: بالسيف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قالت بلقيس {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} قال: يقول الرب تبارك وتعالى: {وكذلك يفعلون}.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإني مرسلة إليهم بهدية} قال: أرسلت بلبنة من ذهب، فلما قدموا إذا حيطان المدينة من ذهب فذلك قوله: {أتمدوننِ بمال}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: قالت إني باعثة إليهم بهدية، فمصانعتهم بها عن ملكي أن كانوا أهل دنيا.
فبعثت إليهم بلبنة من ذهب في حرير وديباج، فبلغ ذلك سليمان، فأمر بلبنة من ذهب فصنعت، ثم قذفت تحت أرجل الدواب على طريقهم تبول عليها وتروث، فلما جاء رسلها واللبنة تحت أرجل الدواب، صغر في أعينهم الذي جاءوا به.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت البناني قال: أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج. فلما بلغ ذلك سليمان أمر الجن، فموّهوا له الآجر بالذهب، ثم أمر به، فألقي في الطريق. فلما جاءوا ورأوه ملقى في الطريق وفي كل مكان قالوا: جئنا نحمل شيئًا نراه ههنا ملقى ما يلتفت إليه. فصغر في أعينهم ما جاءوا به.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإني مرسلة إليهم بهدية} قال: جوار لباسهن لباس الغلمان، وغلمان لباسهن لباس الجواري.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: أرسلت بثمانين من وصيف ووصيفة، وحلقت رءوسهم كلهم، وقالت: إن عرف الغلمان من الجواري فهو نبي، وإن لم يعرف الغلمان من الجواري فليس بنبي. فدعا بوضوء فقال: توضئوا. فجعل الغلام يأخذ من مرفقيه إلى كفيه، وجعلت الجارية تأخذ من كفها إلى مرفقها فقال: هؤلاء جوار وهؤلاء غلمان.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال: كانت هدية بلقيس لسليمان مائتي فرس على كل فرس غلام وجارية. الغلمان والجواري على هيئة واحدة، لا يعرف الجواري من الغلمان، ولا الغلمان من الجواري. على كل فرس لون ليس على الآخر وكانت أول هديتهم عند سليمان وآخرها عندها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: الهدية. وصفان، ووصائف، ولبنة من ذهب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانت الهدية. جواهر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: إن الهدية لما جاءت سليمان بين الغلمان والجواري امتحنهم بالوضوء. فغسل الغلمان ظهور السواعد قبل بطونها، وغسلت الجواري بطون السواعد قبل ظهورها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: قالت: إن هو قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه دون ملككم، وإن لم يقبل الهدية فهو نبي لا طاقة لكم بقتاله. فبعثت إليه بهدية غلمان في هيئة الجواري وحليهم، وجوار في هيئة الغلمان ولباسهم، وبعثت إليه بلبنات من ذهب، وبخرزة مثقوبة مختلفة، وبعثت إليه بقدح، وبعثت إليه تعلمه. فلما جاء سليمان الهدية أمر الشياطين، فموّهوا لبن المدينة وحيطانها ذهبًا وفضة، فلما رأى ذلك رسلها قالوا: أين نذهب باللبنات في أرض هؤلاء وحيطانهم ذهب وفضة؟! فحسبوا اللبنات وأدخلوا عليه ما سوى ذلك وقالوا: أخرج لنا الغلمان من الجواري.
فأمرهم فتوضأوا، وأخرج الغلمان من الجواري. أما الجارية فافرغت على يدها، وأما الغلام فاغترف، وقالوا: ادخل لنا في هذه الخرزة خيطًا. فدعا بالدساس فربط فيه خيطًا فأدخله فيها، فجال فيها واضطرب حتى خرج من الجانب الآخر. وقالوا: املأ لنا هذا القدح بماء ليس من الأرض ولا من السماء. فأمر بالخيل فأجريت حتى إذا اربدت مسح عرقها فجعله فيه حتى ملأه. فلما رجعت رسلها فأخبروها: أن سليمان رد الهدية. وفدت إليه وأمرت بعرشها فجعل في سبعة أبيات وغلقت عليها فأخذت المفاتيح. فلما بلغ سليمان ما صنعت بعرشها {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال: قال للهدهد {ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها} يعني من الانس والجن.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم صالح في قوله: {لا قبل لهم بها} قال: لا طاقة لهم بها.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: لما بلغ سليمان أنها جاءته وكان قد ذكر له عرشها فأعجبه. وكان عرشها من ذهب، وقوائمه من لؤلؤ وجوهر، وكان مستترًا بالديباج والحرير، وكان عليه سبعة مغاليق، فكره أن يأخذه بعد إسلامهم. وقد علم نبي الله سليمان أن القوم متى ما يسلموا تحرم أموالهم مع دمائهم، فأحب أن يؤتى به قبل أن يكون ذلك من أمرهم فقال: {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أيكم يأتيني بعرشها} قال: سرير في أريكة.
وأخرج ابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {قبل أن يأتوني مسلمين} قال: طائعين.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قال عفريت من الجن} قال: مارد {قبل أن تقوم من مقامك} قال: من مقعدك.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله: {قال عفريت} قال: عظيم كأنه جبل.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: كان اسم العفريت. كوزن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان قال: اسمه كوزي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قال عفريت من الجن} قال: هو صخر الجني {وإني عليه لقوي} قال: على حمله {أمين} قال: على ما استودع فيه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قبل أن تقوم من مقامك} قال: من مجلسك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله: {قبل أن تقوم من مقامك} قال: من مجلسك الذي تجلس فيه للقضاء. وكان سليمان إذا جلس للقضاء لم يقم حتى تزول الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإني عليه لقوي أمين} قال: على جوهره.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} قال: إني أريد أعجل من هذا {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال: فخرج العرش من نفق من الأرض.
وأخرج عبد بن حميد عن حماد بن سلمة قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب {وإني عليه لقوي أمين} قال: أريد أعجل من ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب} قال: آصف: كاتب سليمان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان قال: هو آصف بن برخيا. وكان صديقًا يعلم الاسم الأعظم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان اسمه أسطوم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة قال: هو الخضر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال: هو رجل من الإِنس يقال له: ذو النور.
وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال: هو آصف بن برخيا بن مشعيا بن منكيل، واسم أمه باطورا من بني إسرائيل.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {قال الذي عنده علم من الكتاب} قال: كان اسمه تمليخا.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب} قال: الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وهو ياذا الجلال والإِكرام.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قبل أن يرتد إليك طرفك} قال: ادامة النظر حتى يرتد إليك الطرف خاسئًا.
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: في قراءة ابن مسعود {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أنظر في كتاب ربي ثم آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال: فتكلم ذلك العالم بكلام، دخل العرش في نفق تحت الأرض حتى خرج إليهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {قبل أن يرتد إليك طرفك} قال: قال لسليمان: انظر إلى السماء قال: فما اطرق حتى جاءه به فوضعه بين يديه.